خواطر

ألأستعمار معه يولد الظلم مدججا بطشا وعربده ،يحكم الزنديق وأعوانه ألطغاة والجبابره ،يسحقون الشرائع الأنسانيه، بل شرع ألحياه بأكملها ،نعم ألأستعمار ملف تاريخي لم يغلق بعد بل أخذ نفوذه يمتد حتى وصل مرحلة الذهون.ملف تنطوي بطياته نكبة أوطان، أضهاد، أسر للحريات.
يمكن التمييز بين نوعين من أنواع الاستعمار الاستيطاني:
أولهما هو الاستعمار الاستيطاني الذي يهدف إلى استغلال الأرض ومَنْ عليها من البشر، وهذا هو الاستعمار الاستيطاني المبني على التفرقة اللونية والفصل العنصري (الأبارتهايد). وجنوب إفريقيا من أفضل الأمثلة على ذلك النوع من الاستعمار، كما أصبحت الولايات المتحدة ابتداءً من منتصف القرن التاسع عشر تنتمي هي الأخرى إلى هذا النمط.
أما الثاني فهو الاستعمار الاستيطاني الذي يهدف إلى استغلال الأرض بدون سكانها، وهذا هو النوع الإحلالي حيث يحل العنصر السكاني الوافد محل العنصر السكاني الأصلي الذي يكون مصيره الطرد أو الإبادة. وتُعد الولايات المتحدة، في سنوات الاستيطان الأولى، أكثر الأمثلة تبلوراً على هذا النوع من الاستعمار، كما تمثل الدولة الصهيونية نموذجاً آخر (وإن كانت الإبادة هي الآلية الأساسية في حالة الولايات المتحدة، بينما كان الطرد هو الآلية الأساسية في حالة الدولة الصهيونية).
وعلى رغم الاختلاف بين "إسرائيل" وجنوب إفريقيا من منظور مرحلة التكوين الأولى، فإن التطورات التاريخية اللاحقة محت كل هذه الاختلافات وعمقت نقاط التماثل بين الجيبين الاستيطانيين.
نشأ الجيبان الاستيطانيان في جنوب إفريقيا و"إسرائيل" في ظروف ثقافية وسياسية متشابهة (حل مشكلة الفائض السلعي والسكاني) واتجها الاتجاه نفسه (مستوطنون بيض في أرض إفريقية أو آسيوية)، وقاما بالوظيفة نفسها (خدمة المصالح الغربية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية نظير الدعم والحماية الغربيين). ولا عجب أن وعد بلفور (1917)، الذي يستند إليه الاستيطان الصهيوني، وقانون الاتحاد في جنوب إفريقيا (1909)، الذي استند إليه نظام التفرقة العنصرية، قد صدرا في تواريخ متقاربة عن القوة الاستعمارية نفسها، بل وكان الساسة الذين سعوا إلى إصدار الوعد هم أنفسهم الذين ساندوا قانون الاتحاد، وهم لورد ملنر ولورد سلبورن ولورد بلفور وجوزيف تشامبرلين والجنرال سمطس. وفي كلتا الحالتين، كان من لا يملك يعطي من لا يستحق. ولكن، لا الملكية ولا الأحقية كانتا مطروحتين، فالعملية الاستعمارية بشقيها التقليدي والاستيطاني كانت تستند إلى التفوق التكنولوجي وإلى العنف.(1)
أن القوى الاستعمارية عبر التاريخ عملت على تغليف أستعمارها وأطماعها بثروات الغير وخيراتهم وبلادهم بشعارات وأسانيد مزيفة وكاذبة كي تخفي حقيقة نواياها ومخططاتها التوسعية الاستغلالية. فعندما شن نابليون حملته الشهيرة على مصر زعم أنه جاء لتحرير المصريين من اضطهاد المماليك وانتشالهم من التخلف وتنويرهم ووضعهم على طريق الحضارة. وكي يزيد في خداع الشعب المصري اصطحب الجنرال الفرنسي معه نسخاً من القرآن الكريم للتقرب من المصريين كيلا يقاوموا قواته الغازية. لكن سرعان ما انكشفت أكاذيب بونابرت وخدعه عندما بدأ المصريون يقاومون جيشه الغاشم فراحت حوافر خيوله تدنس عتبات الأزهر الشريف. لم يقطع الجنود الفرنسيون ألوف الأميال من أجل عيون المصريين «الغلابه» بل من أجل استغلالهم ونهب خيراتهم والسيطرة على وطنهم. وعندما وصلت جحافل الجنرال البريطاني آرثر ستانلي إلى العراق عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر ألقى بجموع العراقيين خطبة عصماء أخبرهم فيها بأن قواته تكبدت مشاقاً هائلة من أجل الوصول إلى بلاد الرافدين كي تحررها من ربقة العثمانيين المتخلفين وتنشر الحضارة والرفاهية في ربوعها. لكن رئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشيرتشل لم يتردد بعد ثلاث سنوات فقط في ضرب المقاومين العراقيين بغازات الخردل المحظورة دولياً. ولم يكن العراقيون ليصدقوا أكاذيب الجنرال ستانلي «الخيرية» أصلاً، والدليل على ذلك أنهم قاوموه بضراوتهم التاريخية المعهودة وأردوه قتيلاً وما زال قبره موجوداً في العراق. فقد اكتشف الشعب العراقي مبكراً زيف ادعاءات القائد البريطاني وشنوا عليه ثورة العشرين التي حررت العراق من نير القوات الغازية التي كان هدفها الأول والأخير طرد العثمانيين كي تحل محلهم في نهب ثروات العراق واستغلال موارده وتركيع أهله.
ألأستعمار والذي أفرز واقعا يمثل خلاصة ألصراعات الفكريه والسياسيه والاجتماعيه والقوميه ،فعلى نطاق الاستعمار الفرنسي، مثلا في الجزائر فقد اتسمت أساليبه بالقهر الثقافي والتحدي الديني والقومي، لمقومات الشخصية العربيه . فقد صبغت جميع جوانب الحياه الثقافيه بالطابع الفرنسي الخالص ، كما وخاضت عدة معارك صليبيه ضد الدين الاسلامي والثقافة العربية, كما وحرصت السلطات الاستعمارية الفرنسية على نشر الصحف وبطابع الادارة الاستعمارية,واخرى صحف المستوطنين كما وصادرت الصحف القومية والوطنية التي كانت تنشر باللغتين الفرنسية والعربية,وملاحقة الصحفيين والمحررين والتنكيل بهم طوال الفترة ما بين الحربين العالميتين . فاسلوب الاستعمار الفرنسي كان اسلوبا خاصا في المناطق والدول التي استعمرت واتسمت بالقهر الثقافي ومسح الثقافة والحضارة القومية في البلاد المستعمرة .
لقد اختلفت اساليب الصراع باختلاف المستعمر ذاته , فالاستعمار لبريطاني اتبع في المجال السياسي سياسة " فرق تسد" اما على الصعيد الاجتماعي والاعلامي فقد عملت على اثارة الخلافات في اللغة وتشجيعها للغة المحلية كجزء من تشجيعها على الخلافات القبلية والطائفية, لكن القوى العربية الوطنية ادركوا هذه المؤامرة, مما دفعهم لسعي للحفاظ على اللغة عن طريق نشر الصحف باللغة العربية الفصحى واتباع حتى الاسلوب الادبي.
الاستعمار يعتبر المؤثر على الهوية الثقافية التي هي المضامين , فالاستعمار سعى لتشويه ثقافات الشعوب المستعمرة وذلك بالغاء الاستقلال الذي هو سيادة النفس على النفس , فلم يكن فقط استعمار عسكري ولكن ايضا استعمار ثقافي واستعمار اقتصادي ومعه يدخل عامل النفط الذي يتارجح بين كونه عامل سياسي او اقتصادي .
كل الأمثله تلك وغيرها لا تغني عن ألتسائل ماذا بشأن ألأستعمار الذاتي وأعني به أستعمار ألحكام لشعوبها ،فلو نظرنا الى حال المواطن العربي في جميع انحاء الوطن العربي حلم الشباب فيه هو الهجرة والى من ؟؟؟!!! الى امريكا والى الغرب الذي نحمله جميع مأسينا والتي معظمها من صنع ايدينا نحن لو نظرنا الى حال المواطن في سوريا أو مصر أو العراق وقد بات فلسطينوا 48 الذين يعيشون تحت حكم الصهاينه وضعهم أفضل منه حال المواطن في الدول العربيه السابقه اليس هذا الاستعمار بعينيه . لا توجد دول متخلفه لكن توجد دول تخالف ابنائها ان حبها
فكيف نريد ازالة هذا السرطان والذين تحت حكم الصهاينة يحصلون على حقوق أفضل من أولائك الذين من المفروض انهم تحت حكم حكومات وطنيه .
أن ألأستعمار يعتبر معبر للثفافات وبطريق وأخرى هويخدم ألأتصال ألعبر ثقافي من جيل ألى جيل وشعب لأخر فحين تغزو الشعوب وتستعمر بعضها فهي تحمل معها ثقافة شعبها (أي ثقافة الشعب المستعمر)،فلو نظرنا الى فلسطين 48 والتي مرت عبر التاريخ بأستعمارات ، من أستعمار تركي ألى أستعمار بريطاني ومن ثم أستعمار صهيوني .فلو نظرت ألى خلاصة الثقافه في فلسطين 48 لرأيت أنها لا تخلو من مضامين لشعوب مستعمره ومثال على هذا في فترة الاستعمار البريطاني كانت اللغه الانكليزيه هي اللغه التي متداول الحديث بها ،وفي هذه الفتره ، فالنسبه ضئيله جدا التي لا تستعمل لغة المستعمر الصهيوني أي اللغه العبريه، ولو نظرنا الى وسائل ألأعلام التي تبث باللغه العربيه ألم يؤثر ألأستعمار عبر ألأتصال العبر ثقافي على مضامين البرامج التي تبث .وأقصد حالة الأستعمار ألصهيونيه الحاليه ،وفود ألقادمين الجدد من اليهود الى أرض فلسطين والذين يحملون معهم مضامين لثقافة البلاد والشعوب التي عاشوا معها ،هي أيضا منهج أستعماري ، فتأثير ألأستعمار على الثقافه هو ألخزف من أن يكون هناك فئة مسيطره ثقافيا أي الفئه ألأكثر مستعمره ثقافيا من تلاشي قيم ومضامين لثقافات موجوده في نفس المكان .
ألمصادر :كاتب ومؤلف الموسوعه الصهيونيه
بعض من مقالات الصحفي2 :فيصل القاسم